موانئ أبوظبي تنادي بضرورة التحرك لمواجهة الطفرة في قطاع الشحن والتجارة البحرية
شاركت موانئ أبوظبي بوفد رفيع المستوى في المؤتمر البحري السعودي الأول الذي انعقد في مدينة الدمام، واستقطب أكثر من 300 شخصية من صناع القرار والخبراء في قطاع الشحن البحري والموانئ يومي 25-26 نوفمبر الماضي.
وأقيم المؤتمر تحت رعاية وزير النقل السعودي السابق والرئيس الأسبق لمجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ في المملكة العربية السعودية، معالي الدكتور جبارة بن عيد الصريصري، ويهدف المؤتمر إلى مواجهة النمو المتسارع الذي يشهده قطاع الشحن والتجارة البحرية في المنطقة، وتعزيز الاستثمار المباشر الداخلي والأجنبي، فضلا عن تقديم الدعم لتوفير فرص العمل للمواطنين السعوديين.
وكان الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لشركة موانئ أبوظبي أحد أبرز المتحدثين خلال افتتاح المؤتمر والذي استمر ليومين متتاليين، وشارك في المنتدى النقاشي الذي استعرض التطورات الراهنة في الصناعة البحرية الإقليمية والتغيير الذي تمر به أنماط التجارة العالمية خصوصاً وتحولها من الغرب إلى الشرق.
وأشار الشامسي في كلمته إلى تحول طرق التجارة العالمية وتركزها في حدود قارة آسيا وبين آسيا والشرق الأوسط، بحسب تقارير لمحللين ومتابعين لشؤون القطاع. وأضاف إلى “أن العقدين المقبلين سيشهدان تنامي أهمية منطقة الشرق الأوسط كواحدة من أكبر ممرات التجارة العالمية”. وقال الشامسي: “بالنظر إلى هذا السيناريو، فإن دولاً مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة تشكل حلقات فاعلة في تطوير الصناعة البحرية الإقليمية”.
وأوضح الشامسي بقوله: “تتمتع بلداننا بموقع مثالي في قلب التجارة البحرية المستقبلية وتمتلك من الموارد والوسائل والمعرفة ما يكفي لتكون في طليعة هذا التطور. ومع أهمية الروابط التعاونية التي تحكمنا فإن علينا أن نسعى نحو إنشاء نقابة ضمن دول مجلس التعاون الخليجي تساهم في تعزيز مواقعنا كمراكز عالمية للتجارة البحرية”.
وتابع قوله: “إن إحدى الخطوات الحاسمة في تطوير صناعة النقل البحري في المنطقة هو الاستثمار في تطوير البنية التحتية للموانئ لتلبية متطلبات النمو المتوقع واحتياجات صناعة النقل البحري الحالية والمستقبلية وتوفير الخدمات بأفضل المعايير العالمية للمحافظة على مستويات متقدمة لرضى عملائنا”.
يذكر أن حكومة المملكة العربية السعودية تستثمر حوالي 110 مليارات درهم (30 مليار دولار) في عدد من مشاريع البنية التحتية الضخمة البرية والبحرية لمواكبة النمو المضطرد الذي يشهده قطاع الموانئ والنقل البحري في البلاد.
ويمثل ميناء خليفة أحد أبرز مشاريع البنية التحتية للموانئ التي أقامتها موانئ أبوظبي ويضم محطة الحاويات شبه الآلية الأولى في المنطقة. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للميناء في مرحلته الأولى 2 مليون حاوية نمطية سنوياً و 12 مليون طن من البضائع العامة. وعند الانتهاء من جميع مراحل التطوير، من المتوقع أن ترتفع القدرة الاستيعابية لميناء خليفة إلى 15 مليون حاوية نمطية و 35 مليون طن من البضائع العامة سنوياً.
جدير بالذكر أن ميناء خليفة استطاع مؤخراً احتلال المرتبة الخامسة في الانتاجية في قائمة ضمت موانئ أوروبا وافريقيا والشرق الأوسط بحسب تقرير نشرته مجلة جورنال أوف كوميرس الأمريكية المتخصصة بشؤون الموانئ ومحطات الحاويات والتجارة الدولية البحرية.