ميناء خليفة يجري كافة الاستعدادات لافتتاحه هذا العام

وصول رافعات عملاقة للمناولة يمثل مرحلة مهمة في تطوير الميناء

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 29 فبراير 2012: أعلنت شركة أبوظبي للموانئ عن وصول أول دفعة من الرافعات العملاقة لمناولة الحاويات بين السفن والرصيف (STS) من نوع “سوبر بوست باناماكس” وتجميعها وتركيبها في ميناء خليفة. ويمثل ذلك مرحلة مهمة في مسيرة أعمال تطوير الميناء، حيث ستكتمل المرحلة الأولى منه بالتزامن مع افتتاح منطقة خليفة الصناعية في أبوظبي (كيزاد) في الربع الأخير من العام الحالي.

وضمن مسيرة إمارة أبوظبي نحو مزيد من التنوع الاقتصادي، سيكون لاكتمال ميناء خليفة دور مهم في تفعيل التوجه نحو اقتصاد نامٍ ومستدام، فلطالما كان تطوير الموانئ البحرية جزءاً رئيسياً من تاريخ أبوظبي، بدءاً من ميناء زايد الذي كان الميناء الرئيسي للإمارة لأكثر من ثلاثين عاماً، إلى مشروع ميناء خليفة اليوم، خاصة وأن النمو الكبير والمستمر في الطلب والحاجة لطاقة استيعابية أكبر قد مهّد الطريق لتطوير هذا الميناء فائق الحداثة في أبوظبي، والذي سيلبي متطلبات الأعمال والأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.

سيكون ميناء خليفة عند اكتمال المرحلة الأولى منه في الربع الأخير من العام الحالي أول ميناء شبه مؤتمت في المنطقة، وهو مجهز تماماً ليقدم طاقة مناولة أولية تبلغ مليوني حاوية قياسية و 12 مليون طن من الشحنات العامة سنوياً. وسيلعب الموقع الاستراتيجي للميناء دوراً أساسياً في خدمة منطقة خليفة الصناعية (كيزاد)، حيث يوفر لمستأجريها منافذ غير مسبوقة إلى الأسواق العالمية.

ويؤشر وصول رافعات (STS) الثلاث من الصين، والتي تعتبر من أكبر الرافعات في فئتها في العالم حيث يصل ارتفاع المنصات العلوية فيها لتعليق الحاويات إلى 44 متراً، على أن أعمال تطوير جزيرة الميناء تسير وفق الجدول الزمني المقرر. وستستخدم هذه الرافعات في مناولة حمولات تصل حتى 110 أطنان بين الرصيف وسفن الحاويات. ومن المقرر أن تسلم شركة شانغهاي زينوا للصناعات الثقيلة المحدودة (ZPMC)، والتي صممت وأنتجت تلك الرافعات، الدفعة الثانية التي تتألف أيضاً من ثلاث رافعات خلال الربع الثاني من العام. وبهذه المناسبة أقامت شركة أبوظبي للموانئ احتفالاً رسمياً لتدشين الرافعات على جزيرة الميناء بحضور رئيس مجلس الإدارة الدكتور سلطان الجابر، والرئيس التنفيذي توني دوغلاس، ونائب الرئيس لوحدة الموانئ الكابتن محمد الشامسي، والرئيس التنفيذي لمرافئ أبوظبي مارتن فان دي ليند.

وفي تعليقه على هذه المناسبة قال الدكتور سلطان الجابر، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للموانئ:

“يسرني الاحتفال بهذه الخطوة المهمة التي تقدم صورة مميزة لما يمكن أن نتوقعه في المستقبل من أعمال ونمو اقتصادي سنشهده قريباً على جزيرة الميناء. منذ عام 1972، ساهم ميناء زايد بشكل كبير في نمو الحركة التجارية في إمارة أبوظبي، ونتطلع قدماً لاكتمال ميناء خليفة لندعم استمرار هذا النمو والنشاط الاقتصادي، حيث سنضع أحدث الإمكانات في العالم وأكثرها تقدماً من الناحية التقنية في الخدمة خلال الربع الأخير من هذه السنة. وحتى يتمكن الميناء من خدمة أكبر السفن في العالم، تم حفر قناته الملاحية بعمق 16.5 متراً، و 18 متراً عند جدار الرصيف. ولهذا السبب أيضاً نجد أمامنا اليوم في ميناء خليفة أول مجموعة مكونة من ثلاث رافعات عملاقة لمناولة الحاويات بين السفن والرصيف (STS)، وهي الأكبر من نوعها في العالم”.

وأضاف سعادته: “تم تطوير البنى التحتية بأكملها وفق الرؤية الحكيمة لقيادتنا، وبحيث تخدم بشكل مباشر رؤية أبوظبي الاقتصادية للعام 2030، من خلال تمكين النمو التجاري وخدمة منطقة كيزاد التي ستصبح أكبر منطقة صناعية في المنطقة. وخلال الأشهر الستة المقبلة، سنستقبل الدفعة الثانية من الرافعات، ونكمل اختبارات الأنظمة والتجهيزات، ونشغل كل المرافق والخدمات بشكل تجريبي لنتأكد من جهوزيتنا. ونتطلع قدماً للاحتفال لاحقاً خلال هذا العام بحدث الافتتاح التاريخي للميناء”.

ومن جانبه، علق الكابتن محمد الشامسي، نائب الرئيس لوحدة الموانئ في شركة أبوظبي للموانئ، على وصول الرافعات بالقول:

“من المنتظر أن يكون ميناء خليفة ميناء رائداً منافساً عالمي المستوى، فهو أول ميناء شبه مؤتمت في المنطقة، وأول ميناء لمناولة الشحنات من السكك الحديدية، وسيكون قادراً على خدمة أكبر السفن في العالم. تم إكمال 90% من أعمال المرحلة الأولى حتى الآن، ويشير وصول هذه الرافعات إلى أننا نسير حسب المخطط لاستكمال المرحلة الأولى من الميناء في الوقت المحدد. وسيواصل ميناء خليفة فور اكتماله إجراء تقييم مستمر لمستوى خدماته وتعزيزها على الدوام بأحدث التقنيات العالمية المبتكرة، كما ستتم إضافة المزيد من الخدمات والتسهيلات، مثل خدمة تموين السفن ومناولة الشحنات السائبة الصغيرة والشحنات المتنوعة العامة. وسوف يواصل هذا المشروع الحيوي الرائد مسيرته في التحديث والتطور بما يتوافق مع متطلبات العمل في قطاع النقل البحري العالمي، ليجعل من أبوظبي مركزاً عالمياً لهذا القطاع والميناء العالمي المفضل في المستقبل”.

من جهته علق مارتن فان دي ليند، الرئيس التنفيذي لمرافئ أبوظبي، على هذه الخطوة المهمة قائلاً:

“هذا يوم نشعر فيه جميعاً في مرافئ أبوظبي بالفخر. وبصفتنا الشركة المشغلة لميناء خليفة، سنكون مستعدين لبدء أعمال التشغيل في أول محطة حاويات شبه مؤتمتة في المنطقة خلال الربع الأخير من عام 2012. ويمثل احتفالنا الرسمي بوصول هذه الرافعات الرائعة تقدماً مهماً وملموساً بالنسبة لنا، حيث يشير إلى استمرار العمل وفق الخطة الزمنية المقررة، مع العلم أنه ما يزال أمامنا الكثير من العمل. وفي الوقت الذي نحتفل بهذا الانجاز المهم في هذا الصباح، يعمل فريقنا من الخبراء المحليين والدوليين على قدم وساق لإعداد كل ما يلزم لإنجاح المشروع وتحقيق مصلحة الجميع: من الشركات التي تعتمد علينا لنوفر لها منافذ إلى الأسواق العالمية، مروراً بشركات النقل البحري، وانتهاء بالمستهلكين، وكذلك بكل تأكيد من أجل تعزيز اقتصاد أبوظبي”.

وسوف تتضمن قدرة ميناء خليفة على مناولة الحاويات والبضائع مناولة 4 ملايين طن سنوياً من شحنات المواد الخام عبر الرصيف المخصص في الميناء لشركة الإمارات للألمنيوم (إيمال) والذي تم تدشينه سابقاً. كما تم تصميم الميناء بحيث يكون قادراً على استقبال أضخم أنواع السفن، سواء تلك الموجودة حالياً أو المزمع بناؤها مستقبلاً. وبحلول عام 2030، فإن ميناء خليفة سيكون قادراً على مناولة 15 مليون حاوية قياسية و35 مليون طن من الشحنات العامة سنوياً.

Exit mobile version